الأقسام
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، والملقب بأبي الطيب المتنبي، عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العربية. (من ويكيبيديا)
جئت لكم بقصيدة له، وأشرح معانيها الصعبة بإذن الله.
بحر البسيط، وإن كنت تريد معرفة معنى بحور الشعر، اقرأ مقال علم العروض.
ومفتاح بحر البسيط:
إن البسيط لديه يبسط الأمل * مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلُ
حظي المتنبي بمنزلة شريفة لدى سيف الدولة، لكن ذلك لم يعجب حساده ومبغضيه، فأخذوا يوقعون بينه وبين سيف الدولة، فنجحوا في ذلك، فأدرك المتنبي أن القطيعة بينهما قادمة، وقال هذه القصيدة في حضرته، قصيدة يختلط فيها الألم والمدح والعتاب والفخر.
وَا حَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَرَى جَسَدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ
وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ
وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ
في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئًا لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشًا فانْثَنَى هَرَبًا
تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
أمَا تَرَى ظَفَرًا حُلْوًا سِوَى ظَفَرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا
بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها
أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ
وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِدًا
حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ
إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا
فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ
إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْبًا فيُعجِزُكمْ
وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيرًا عَنْ مَيامِنِنا
لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ
تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ
قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ
كما ترون.. القصيدة طويلة، نحو أربعين بيتا، لهذا رقمت الأبيات حتى يسهل عليكم البحث عن شرح بيت معين، إذًا بسم الله نبدأ!
يبدأ الشاعر بذكاء وبراعة، فيفتتح قصيدته بمدح جميل لسيف الدولة حتى يكتسب مودته، فيقول:
وَا حَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
وا محمداه
فهو يتفجع على محمد، أو أن يقول وا رأساه
يعبر عن ألم في رأسه، أو كالجملة الشهيرة لقطز وا إسلاماه!
.
وا
هو حرف نداء وندبة، ثم قد يضع القائل قلباه
، ثم قد ننتهي بهاء هي
قلبه شبم
لا تعني البارد بالمعنى الحرفي، بل يقصد بالقلب الشبم أي البارد قليل الحس.
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَرَى جَسَدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
برى جسدي
أي أنحله بسبب المرض.
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
ولكن (غرة) لها معانٍ كثير أخرى، مثلا: غرة الشهر: أوله، وغرة القوم: شريفهم، وغرة النبات: رأسه.
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ
وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ
وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
وقد خص سيوف الهند لأن السيوف المصنوعة من حديد الهند كانت معروفة بقوتها، وكان السيف المصنوع من حديد الهند يقال له سيف مُهَنَّد.
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ
في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ
يممه بالرمح
أي قصده تعمدا.
و(يمم) لها معنى آخر، فنحن نقول يمم المريض للصلاة
أي مسح يديه ووجهه بالتراب.
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئًا لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشًا فانْثَنَى هَرَبًا
تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
أمَا تَرَى ظَفَرًا حُلْوًا سِوَى ظَفَرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
ثم يتحول الشاعر من مدح سيف الدولة إلى عتابه فيقول:
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
هنا بيت يختلط فيه مدح وذم وعتاب، فمدحه بأنه أعدل الناس، ولكن الذم والعتاب هو أن هذا العدل لا يشمل الشاعر، فيقول لسيف الدولة:
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
أما الهاء في (أعيذها) فهي عائدة على
الهاء في أعيذها راجعة إلى النظرات وأجاز مثله الأخفش لأنه أجاز في قوله تعالى فإنها لا تعمى الأبصار أن تكون الهاء عائدةً على الأبصار وغيره من النحويين يقولون أنها إضمار على شريطة التفسير كأنه فسر الهاء بالنظرات.
ونظرات صادقة: أي نظرات تصدقك
إذا ما يقصده:
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ
إذ يتساءل الشاعر قائلًا:
إذا لاحظت سترى الشاعر تدريجيا يسير نحو الفخر على هؤلاء القوم الذين فضلهم الملك، والآن سيبدأ بالفخر علنا وصراحةً.
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا
بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
أعطني ملء هذا الإناء، أو ملئين، أو ثلاثة أملاء هذا الإناء
. أي مقدار ما يملأ إناءً أو إناءين أو ثلاثة آنية.
تقدير الشطر الأول هو: أنام نومًا ملء جفوني
، فكلمة (ملء) هي نائب عن مفعول مطلق، لأنها في التقدير تكون
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
الواو في بداية البيت الأول هي
(مدَّه ضحكي في جهله
).
والشاعر يقصد أن يمهل لعدوه حتى يقضي عليه.وقد جاء في شرح الواحدي لديوان المتنبي:
معنى البيت من قول الطائي: قد قلصت شفتاه من حفيظته، فخُيِّلَ من شدة التعبيس مبتسما
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها
أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
والجمع مُهَج.
وهنا يجب أن نعرب الشطر حتى نفهمه. الواو كما قلنا هي الواو التي تأتي بمعنى "رٌبَّ"، "مهجة" مبتدأ مجرور لفظًا (بسبب الواو) مرفوع محلًّا، الهاء في "صاحبها" تعود على المهجة الأولى، والجملة "مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها" كلها في محل خبر.
مربك! أليس كذلك؟ دعك من ذلك الإعراب، المهم أن المعنى هو "ورُبَّ روحٍ تكون مهجتي من هَمِّ صاحب تلك الروح" أي أن روحي تكون أحد هموم مَالِكِ تلك الروح، أي أن مالك تلك الروح يريد قتلي، لذا قال "وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمِّ صَاحِبها" أي أن مهجتي أحد هموم صاحب المهجة.
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ
وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
رُبَّ سيف ضعيف...
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
وهذا بيت مشهور للمتنبي.
فالشاعر يفخر بنفسه أمام أولئك الحساد الباغضين، فالخيل تعرفه لكثرة ركوبها ولفروسيته، والليل يعرفه لكثرة سعيه فيه، والبيداء تعرفه لأنه يسلكها كثيرًا دون خوف، والسيف والرمح يعرفانه ويشهدان له فروسيته في الحروب، والقرطاس والقلم يشهدان له كتابة فصيح الشعر..
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِدًا
حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ
وِجدان في أول بيت، أتعلم معناها؟
أجل، هو العاطفة والشعور.
كلَّا، في هذا البيت يكون معناها
فهو يقصد:
سأكون حذرًا عندما تسألني مجددًا، ماذا عن البيت الثاني؟
فهو يقصد:
إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا
فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ
إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ
يقصد في البيت الأول:
وفي البيت الثاني:
نعم قد علمت ذلك، فقد قال الله تعالى
فهو يقول:
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْبًا فيُعجِزُكمْ
وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
هو يقصد:
فهو يقول:
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
أما
أي أنه يقول:
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيرًا عَنْ مَيامِنِنا
لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
نون النسوة هنا تعود على النوق الوخادات، فهو يقصد:
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
يقصد:
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ
تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ
قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ
كانت مصادري: المعجم الوسيط ولسان العرب والقاموس المحيط.