مشروع الإحياء
مشروع الإحياء
مشروع الإحياء مدونة توفر مقالات تعليمية هادفة في مختلف المجالات

أقدم لكم ميزة المتابعة عن طريق إشعارات الجهاز!

مؤمن محمد عبد الستار السبت، 25 يناير 2025
أخبار
هاتف ذكي

في عالم مليء بالصخب والإشعارات، وجدت أن مكان القراءة المفيدة يقل ويقل مع الوقت.. كلما مر الزمان نجد الشباب يقضون وقتا أطول على الفيسبوك والتويتر، ويقضون وقتا أقل يقرءون المقالات الهادفة أو الكتب..

في هذا العالم المهدد بتسطح التفكير وانعدام القراءة قررت مزاحمة تلك التطبيقات، وإنشاء تطبيق لموقع مشروع الإحياء، بحيث أرسل إشعارات لجهاز المتابع أعلمه بوجود مقال جديد.. في هذا المنشور، أحاول الإجابة عن أسئلتكم بخصوص ميزة الإشعارات..

لماذا الإشعارات؟

لطيلة 5 أعوام تقريبا وأنا أعمل على هذه المدونة كان هاجسي الطويل حل مشكلة واحدة: كيف أكسب القارئ؟ إن الكثير من الزوار للمدونة كانوا يحبون القراءة عليها جدا، ويتصفحون الكثير من مقالاتها، وأحيانا يكتبون تعليقات مفرحة لي تشكرني على المقالات، ثم يرحلون.. ولا يعودون أبدا.. وينخرطون مع بقية الناس في التطبيقات الملهية عديمة الفائدة.. هذه كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لي، الكثير منهم مهتم بمتابعة منشورات المدونة، ولكن لا أحد يستطيع متابعتها.

جربت ميزة المتابعة عن طريق صفحة فيسبوك، لكن هذا يجعلني تحت رحمة منصة الفيسبوك، بحيث كان لدي نحو 500 متابع على الفيسبوك ولكن منصة الفيسبوك توصل منشوراتي ل20 متابعا فقط أو نحو ذلك. جربت المتابعة عن طريق البريد الإلكتروني، لكن تلك الطريقة لم تكن فعالة ولم تؤت ثمارها، إذ قليل من عامة الناس يستعملون البريد الإلكتروني، كما أن الكثير من رسائلي للمتابعين كانت توضع تحت بند الرسائل الترويجية أو الرسائل غير المرغوب فيها. لهذا، كان الحل بالنسبة لي مزاحمة تلك التطبيقات الملهية، وإنشاء تطبيق قادر على إرسال إشعارات إلى جهاز المتابع كلما نشرت مقالا جديدا.

لماذا لا تدعم سوى متصفح Chrome؟

إن التطبيق الذي صنعته يدعم متصفح Google Chrome أو Chromium فقط. السبب هو أني لم أبرمج تطبيقا لكل منصة أندرويد وآي أو إس وويندوز وغيرهابل استخدمت تقنية تطبيق الويب التقدمي Progressive Web App واختصارا PWA، حتى أبرمج التطيق مرة واحدة، ثم جعله يعمل على جميع المنصات دون برمجة أو صيانة إضافية. هذا ضروري جدا بالنسبة لي لأني لا أملك الوقت الكافي لبرمجة تطبيق لكل منصة.

إن الكثير من المتصفحات تدعم تقنية الPWA، وقد جربت بعضها مثل Brave وMicrosoft Edge وغيرها. المتصفح الوحيد الذي يدعم تلك التطبيقات بأقل قدر من المشاكل هو Google Chrome، إذ يكون تثبيت التطبيق في منتهى السلاسة، ويعمل بدون مشاكل تقريبا، عكس Microsoft Edge مثلا الذي وجدته يمنع الإشعارات بسبب افتراضه عدم وجود تفاعل مع الموقع أو أن الموقع غير معروف، أو Brave الذي يعطي المستخدم اختيارات بشأن الإشعارات مثل السماح بها لمدة يوم واحد أو غير ذلك، بالإضافة لمشاكل تقنية مثل احتمال عدم وصول الإشعارات أصلا.

الزيارات حسب المتصفح

بعض المتصفحات الأخرى لا تدعم الPWA من الأساس، أو تدعمها دعما ضعيفا جدا، مثل Firefox وSafari. هذه الأسباب جعلتني أقرر: إذا كان المستخدم يزورني من أي متصفح غير لا يدعم تطبيقات الويب (مثل Safari وFirefox) سأخبره أن التطبيق لا يدعم متصفحه، وأطلب منه زيارتي من Google Chrome إذا أراد متابعتي. أما إذا كان يزورني من متصفح يدعمها ولكنه ليس Google chrome (مثل Edge وOpera وBrave) فإني سأسمح له بتثبيته، ولكني أنوي إعطاء نصيحة بتثبيت Google Chrome بدلا من أولئك المتصفحات. أغلب الزوار أصلا يزورونني من ذلك المتصفح، أي أن هذا — والحمد لله — لن يسبب أزمة كبيرة بالنسبة لي.

وداعا Blogger

هذا كان قرارا صعبا بعض الشيء، لكنه ضروري. قررت مغادرة منصة التدوين الشهيرة Blogger التي استضفت عليها مدونتي طيلة أكثر من 5 أعوام. السبب أن المنصة أُهملت من قِبل شركة Google، ولم تُحدث ربما لعقود. صدر تحديث في 2020 لواجهة المستخدم لا غير، ولكن نواة البلوجر وميزاته ظلت كما هي ربما لعقد. هذا جعلني أتخلى عن ميزة وراء ميزة أثناء استضافة المدونة بسبب عدم دعم البلوجر للميزة. مثلا: لا يمكنني استضافة مكونات CSS وJS وخطوط الويب على نفس النطاق وعلي جعل المتصفح يجلبها من نطاق آخر، مما يزيد من وقت تحميل الصفحة، بالإضافة لوجود الكثير من المكونات غير الضرورية التي يضيفها البلوجر في الصفحة رغما عني ولا أستطيع إزالتها.

كل شيء يحتاج صيانة وتحديث، وإذا ترك بدون صيانة يفسد. ربما يأخذ وقتا طويلا حتى يفسد لكنه حتما سيفسد.. عندما بدأت أتعلم تطبيقات الويب التقدمية وجاءت فكرة عرض المتابعة عن طريق الإشعارات كان البلوجر أول وأكبر عائق. لم يكن يسمح البلوجر باستضافة ما يسمى عامل الخدمة Service Worker وهو ملف جافاسكريبت يشغل في خلفية التطبيق. لأسباب أمنية تمنع المتصفحات جلب عامل الخدمة من مصدر خارجي، لهذا كان الحل شيء من اثنين: إما أن أتخلى عن الميزة وهذا ما لا أريده، أو أن تحدث منصة البلوجر وتسمح بالميزة وهذا كان شبه مستحيل بالنسبة لي لأن المنصة لم تحدث لعقود، أو أن أغادر المنصة إلى منصة أخرى. اخترت الحل الثالث.

طبعا، لمغادرة المنصة عيوب، مثلا: تخليت عن ميزة التعليقات على الموقع، كما تخليت عن الكثير من تعليقاتكم الجميلة والمفرحة ولم تنقل للموقع الجديد. سأحاول — إن شاء الله — حل تلك المشكلة عبر جلب ميزة التعليقات من خدمة طرف ثالث. الهجرة من منصة بلوجر كان حتميا في وقت ما، لكني كنت أؤجل باستمرار حتى جاءني ما أجبرني على النقل دون تأجيل.

وأختم بتوكلي على الله الذي لا حول ولا قوة إلا به، وأسأله أن تكون تلك الفكرة فاتحة خير، وأن يوفقني إلى ما يحب ويرضى.