الأقسام
أيها القارئ، هل جربت الكتابة؟ الكثيرون يظنون أن الكتابة مجرد حروف غرضها أن يقرأها قارئ، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن الكتابة تؤثر في الكاتب قبل أن تؤثر في القارئ..إن كنت تريد البدء في الكتابة فأنا حاولت في هذا المقال أن أجمع ما ستحتاجه من معلومات وإرشادات حتى تبدأ.
لنبدأ بالسؤال الذي طرح في ذهنك، لماذا يجب أن تكتب؟ ما الفائدة التي ستحصل عليها؟ (بعيدا عن العمل عملا حرا كاتب مقالات وكسب المال من ذلك لأني لم أجرب هذا حتى الآن وليس لدي خبرة في هذا)
لنأتي للسؤال الثاني.. على أي منصة تنشر ما تكتب؟ (بعيدا أيضا عن العمل عملا حرا لدى مالك موقع وكسب المال من ذلك.. لنفس السبب) أنا هنا أقصد منصات النت لأن أغلب الكتابة صارت على النت.. توجد الكثير من المنصات التي توفر لك القدرة على الكتابة.
من مميزات الموقع أيضا إمكانية إضافة ميزات كالمتابعة عن طريق البريد الإلكتروني أو الإشعارات، وتقسيم المقالات حسب المواضيع، كما أن المقالات عادة ما تكون مفيدة حتى بعد أعوام طويلة من كتابتها. من الميزات أيضا إمكانية كسب المال عن طريق الإعلانات، ولكن يمكنك كسب المال بالإعلانات أيضا من فيسبوك إذا تواصل معك معلن ورغب أن تنشر له منشور..
لاحظ أن منصة Wordpress تسمح بتخصيصات أكثر من Blogger وتطويرها نشط حتى الآن (يصدرون إصدارا جديد كل شهر) وتمكنك من تحقيق المزيد من التخصيصات لمدونتك، على عكس Blogger التي لم تحدث طيلة سنوات عديدة، ولكني اخترت بلوجر حتى أريح نفسي من مشاكل الاستضافة، (الاستضافة: وجود حاسوب يعمل 24 ساعة -يسمى خادوما- يخدم الزوار بإرسال مقالاتك لمتصفحاتهم)، فإذا وجدت خدمة استضافة مجانية جيدة أو قدرت على دفع المال شهريا لاستضافة مدونتك بنفسك أنصحك حتما بووردبرس وليس بلوجر. (توجد خدمة استضافة مجانية جيدة اسمها InfinityFree ولكنك تحتاج لتجديد شهادة الـ SSL يدويا كل 3 أشهر لتأمين مدونتك من الاختراق)
من عيوب الكتابة على بلوجر قلة القراء وعدم وجود مجتمع، وبالتالي فإن فرصة تحول القارئ القادم من Google إلى متابع دائم لك فرصة قليلة، ولكنك تستطيع مواجهة هذا التحدي بتصميم جيد ومحترف لموقعك.
من المؤسف بالنسبة لي أنك لا تستطيع الوصول لعدد كبير من الناس دون أن يكون محتواك على شكل فيديو لأن الناس لا يحتملون القراءة، إذ توجد الكثير من الكنوز في صورة مكتوبة تستطيع أن تقلب أمتنا رأسا على عقب لكنها لم تصل للناس لأنها ليست فيديوهات. صناعة فيديو تستغرق الكثير من الوقت، مما يجعل صانع الفيديو يستغرق وقتا في صناعته أكثر من الوقت الذي يستغرقه في كتابة المحتوى ذاته وتدقيقه، ما يعني أن هذه الطريقة في إيصال المعلومات ليست مجدية بالنسبة لصانع المحتوى (ولا بالنسبة للمستمع).
ربما يكون عنوانا غريبا.. "هل تظنني أيها المؤلف لا أعرف أستخدم لوحة المفاتيح؟" على الأرجح نعم، أنت لا تعرف! إذا كنت تستطيع كتابة فقرة ما في 3 دقائق فعلى الأرجح أستطيع أنا كتابتها في دقيقة، كيف ذلك؟ هذا لأنك تحتاج لتعلم مهارة الكتابة باللمس Touch typing لتوفير وقتك عند كتابة المقالات الطويلة..
كيف تكتب باللمس؟ إذا نظرت للوحة مفاتيحك عند الزرين J و F (بالعربية الزرين ت و ب) ستجد -على الأرجح- أن عليهما لسانا بارزا، هذان اللسانان وضعا من أجل إرشاد أصابعك إلى الأماكن التي يجب أن تضع عليها إصبعي السبابة..
هذه صورة لكيف يجب أن تكون يدك عند الكتابة على اللوحة. إصبعي السبابة يوضعان على الزرين ذوي البروزين، ثم توضع باقي الأصابع على ما يجاورهما من أزرار. بعدما تضع يدك هكذا فانظر للشاشة ولا تنظر للوحة المفاتيح مطلقا. تقسم لوحة المفاتيح حسب الإصبع الذي يضغط عليها كما في الصورة الآتية.
كل إصبع له عدد معين من الأزرار يمكن أن يضغط عليها ولا يمكن أن يضغط على أزرار إصبع غيره. لا يمكن لإصبع السبابة سوى الضغط على الأزرار الملونة بالوردي والأزرق ولا يمكن للوسطى سوى الضغط على الأزرار الخضراء والبنصر له الأزرار البرتقالية والخنصر له الحمراء.
ما فائدة كل هذا؟ توفير الوقت! الكتابة بإصبعين فقط بطريقة النظر والنقر سرعتها في المتوسط 20-30 كلمة في الدقيقة، بينما سرعة الكتابة باللمس (تستخدم 8 أصابع) في المتوسط 40-60 كلمة في الدقيقة (نصف الوقت المطلوب) وقد تصل أحيانا ل100 كلمة في الدقيقة مع التدريب والتمرن. هذا يجعلك أقل كسلا على الكتابة لأنها لا تستغرق منك وقتا (ستستغرق وقتا في جمع المعلومات والصور أكثر من وقت الكتابة). من المفيد أيضا تعلم اختصارات لوحة المفاتيح (الضغط على CTRL مع سهم لنقل المؤشر كلمة، الضغط على Shift مع سهم لتحديد النص، ضغط CTRL + Shift مع سهم لتحديد كلمة، ضغط CTRL + C للنسح.. إلخ) لتوفير الوقت أيضا.
كيف تتعود على الكتابة باللمس دون النظر للوحة المفاتيح؟ التدريب! توجد الكثير من المواقع والتطبيقات التي تدرب الكاتب على الكتابة باللمس لكني أرى أن هذا كله مضيعة للوقت، أفضل طريقة لتعلم الكتابة باللمس هي أن تجلس على المكتب وتكتب مقالا أو منشورا بهذه الطريقة مع إجبار جميع أصابعك على العمل وإجبارها على الضغط على الأزرار المخصصة لها، ابدأ مع النظر للوحة ثم انتقل للكتابة دون النظر. هذا سيثبت في دماغك الذاكرة العضلية وستستطيع الضغط على الزر الصحيح دون النظر إليه مع الوقت، وستجد أنك صرت تفعلها دون تفكير، مثل تعلم قيادة السيارة والدراجة!
مهارة الكتابة باللمس ليست مفيدة فقط للكتابة بل أيضا للبرمجة، لأن البرمجة تحتاج للضغط على كثير من الأزرار مثل الكتابة، وتعلم هذه المهارة مفيد لك عموما لأنك على الأرجح ستحتاج استخدام لوحة المفاتيح في أمر ما في وظيفتك..
لا تبدأ بأول كلمة! عند كتابة مقال، فابدأ بكتابة عناوينه الرئيسة، ثم عناوينه الفرعية، ثم كتابة ملاحظات عن الفقرات (أن تكتب "هنا أضع فقرة عن كذا وكذا")، ثم كتابة الفقرات ذاتها. بعدما تكتب العناوين ستعرف المعلومات التي تحتاج أن تبحث عنها وتجمعها، كما ستعرف الصور التي يجب أن تجمعها. يمكنك الحصول على صور مجانية يحق لك نشرها (دون انتهاك حقوق) من مواقع مثل Pixabay أوWikimedia commons.
تأكد من أن العناوين تسير بترتيب منطقي. بدلا من أن تذكر المعلومة مباشرة، حاول زرع السؤال في صدر القارئ ثم أجب عنه، مثلا لنقل أنك تريد الحديث عن مرض السكري، وتريد الحديث عن طرق الوقاية منه، يمكنك ذكر طرق الوقاية مباشرة، ولكن يمكنك أيضا أن تزرع فيه سؤال "كيف أقي نفسي" بأن تذكر الأعراض والمضاعفات، حينها سيسأل القارئ نفسه كيف أقي نفسي من كل هذا، وحينها تأتي مباشرة بالإجابة عن هذا التساؤل. هذه الطريقة في ترتيب الأفكار تجعل القارئ منغمسا في مقالك لأنه يراك تسير بنفس ترتيب أفكاره، وهو لا يدري أنك أنت من زرعت فيه أفكاره وتساؤلاته من الأساس لتجيب عنها لاحقا 😈️.
بعد كتابة العناوين ابدأ بكتابة محتوى المقال نفسه. لا تجعل الفقرة طويلة واكسر ملل النص الطويل بالعناوين الفرعية وصناديق الاقتباس والملاحظات والصور الجميلة لأن صبر الناس على القراءة صار محدودا.
أرجو أن أكون قد أفدتك بما تحتاج من إرشادات للبدء بالكتابة!